وهذا كتاب أنزلناه مبارك مُّصِدِّّقُ الذي بين يديك لتنذر أمَّ القُرى ومَن حولها.. }(١).
ومنها قوله تعالى :
﴿ كتابٌ أُنزل إليك فلا يَكُنُ في صدرك حرجٌ منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ﴾(٢).
ومواضع كثيرة منها : مريم /٩٧، القصص / ٤٦، السجدة /٣، الشورى / ٧
*******
على أن نسبة الإنذار إلى القرآن نفسه، ورد مرةً واحدةً في قوله تعالى :﴿.. وهذا كتابٌ مصدِّقٌ لساناً عربياً ليُنذِر الذين ظلموا و بُشرى للمُحسنين ﴾(٣).
فهو.. منذر، وهو.. مُبَشر.. في آن واحد.
وكونه - بشرى -.. مما تكلمنا به في حلقة سابقة.
والمُنذِرُ : اسم من : نَذَرَ.. يَنذِرُ.. نَذراً.. ونِذارةً.
والنَذرُ : في اللغة.. الوعد.
ونَذَرَ الشيء على نفسه : أوجبه عليها.. يقول تعالى :
﴿ وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه... ﴾(٤)
ونَذَرَت : للأنثى، وفي القرآن الكريم.. قوله تعالى بلسان أم مريم - :﴿ إذ قالت امرأة عِمران رب إني نَذرَت ما في بطني محررا فتَقبل منّي... ﴾(٥).
ويقول تعالى توجيهاً لسيدتنا مريم :﴿ فكلي واشربي وقرِّي عيناً فإمَّا تَرَيِنََّّ من البشر أحداً فقولي إنّي نَذرتُ للرحمن صوماً فلن أكلّمَ الَيوم إنسيا ﴾(٦).
فالنَذْر : ما يوجبه المرء على نفسه من.. صدقة.. أو عبادة.. أو ما يجري مجراها، مما هو من جنس العبادة دون غيرها.
إنَّ الدخول بالنذر مكروه لوجهين..
الأول / إن كان معلقاً.
الثاني / إن كان مطلقاً.
ففي كليهما : إلزام للنفس من غير مُلزم شرعي، وقد يَشُقُّ على الناذر الوفاء، فأتى بالواجب لنفسه بنفسه. ولذلك ورد التأكيد على الوفاء به.. يقول تعالى :﴿ ثُمَّّلْيَقْضُوا تَفَثَهُم وليوُفُوا نُذُورَهَم وليّطَّوَفوا بالبيت العتيق ﴾(٧).

(١) الإنعام / ٩٢.
(٢) الأعراف / ٢.
(٣) الأحقاف / ١٢.
(٤) البقرة / ٢٧٠.
(٥) آل عمران / ٣٥.
(٦) مريم / ٢٦.
(٧) الحج / ٢٩.


الصفحة التالية
Icon