وقد قال من قال :[.. بل ما من حادثةٍ ترسم بقلم الفضاء في لوحٍِ الزمان، إلا وفي القرآن العظيم إشارةً إليها، فهو المشتمل على خفايا الملك والملكوت، وخفايا قدس الجبروت ] !.
وما في تفسير.. ابن كثير - مما نقل عن ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير قوله تعالى : حم عسق... ما تداوله الناس زمناً، وهو ما زال مسطوراً، واعتبروه إشارةً إلى ما حدث صباح يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ م.. فراجعه !.
الفريق الثاني / منهم أبو البقاء الكفوي الحنفي، الذي قال في كليَّاته :[ إن عبارة – من شئ – المفيدة للعموم، وقعت في الآية موقع المصدر، فمعناها.. ما فرطنا تفريطاً، وهي ليست مفعولاً به.. وعلى هذا لا يبقى في الآية حجة لمن ظن ان الكتاب يحتوي على ذكر كل شئ ] !!.
وفي الحلقة السابقة - وهي العشرون - حين تكلمنا عن البيان، نقلنا رأي من قال أن آيات العموم مثل :( ﴿.. تبياناً لكل شئ ﴾، و( ﴿.. تفصيلاً لكل شئ... ﴾.. وأضرابهما، مخصوصة بالأمور الدينية.. أي : الأحكام الفقهية، وليست.. العلوم التطبيقية، ولا.. الأحداث، ولا.. أخبار الملاحم والفتن، ولا.. أخبار ما سيأتي !!، فتذكر ما نقلناه في ذلك المقام.
أما وجه استيعاب القرآن للأحكام الدينية الفقهية، فسلكوا فيه سبيل الفرق الأول، أي : طريق السنة النبوية المطهرة، وما أحال القرآن الكريم، والسنة المطهَّرة عليه من أدلة.. كالاجماع.. والقياس، وغيرهما. وبهذا يتم لهما استيعاب القرآن لذلك كلِّه.
وما تقدَّم لا غبار عليه.. بل وعليه الإجماع، وإنَّما الخلاف فيما عدا ذلك.
والفريق الثاني أحق.. والله أعلم.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الثاني والعشرون
المُبارَك.. !!
يقول تعالى :( ﴿ وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مُّصَدِّقُا لذي بين يديه ولتُنذِر أمَّ القُرى ومن حولها... ﴾(١).
المبارك : مصدر ميمي من.. بارك... يبارك.. بركةً.