أما قوله تعالى :( ﴿ يسرناه بلسانك.. ﴾، أي.. بلغتك.
وقيل : أنزلناه على لسانك بدون كتابةً.. لأنك أميُّ.
والأصل أن يكون القرآن : مُذكِّراً.. ومُقيماً للحجَّة.. ومُيسَّراً لمن يتّبِعُهُ
*******
وبالتيسير لكل ما ورد في القرآن من معانٍ.. فقد حصل به المقصود.. لأنه ميسور غير معسور.. ميسَّر غير مُعسَّر.. وهو بلغة من نزل فيهم.. ونزل عليهم قبل غيرهم، وهو قائمٌ : بالبشارة.. والنِذارة.. والتفقه فيه.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الرابع والعشرون
الهُدى.. !!
يقول تعالى :( ﴿ ألم ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين ﴾(١).
لقد وصف الله - عز وجل - القرآن، أو ما أُنزل على الرسول - ﷺ -، أو الكتاب، أو آيات الكتاب.. وغير ذلك من أسماء القرآن - بالهدى - في كتابه الكريم كثيراً، مما لا يتسع المقام لإيراده هنا.
فالهُدى : مصدر قليل الورود بهذا الوزن في العربية، وهو مثل.. التُقى.. والسُرى.. والبُكى – بالقَصر –.. وغيرها.
والمراد بالمصدر هنا : معنى اسم الفاعل.. أي : الهادي.
وقد اعتبره - البعض – لفظاً مؤنثاً، في حين اعتبره آخرون.. لفظاً مذكراً.
والهُدى : مصدر فعله الماضي.. إما :
هَدَى.. يَهدي... هُدىً.. وهدايةً.. وهَدياً.. فهو ثلاثي، وإما :
اهتدى.. يهتدي.. ويَهدِي.. ويَهَدَّى | هُدىً.. وهداية.. وهَدياً.. فهو رباعي. |
و هَدَى فلانٌ.. هَدْيَ فلانٍ : سار سيره.
و هَدَى فلانٌ.. فلاناً : أرشده.. ودلّه.. منها قوله تعالى :( ﴿ ووجدك ضالاً فهدى ﴾(٢).
و هَدَى فلانٌ فلاناً.. الطريق، .. وهَدَاه لَهُ.. وإليه : عَرَّفَه.. وبيّنه... يقول تعالى :( ﴿ وهَديناه النجدين ﴾(٣).
ويقول تعالى :( ﴿ إنَّا هَدَيناهُ السبيلَ إمَّا شاكراً وإمَّا كَفُورا ﴾(٤).
(٢) الضحى / ٧.
(٣) البلد / ١٠.
(٤) الإنسان / ٣.