والقرآن الكريم : هُدى، قال ابن عباس - رضي الله عنه - :[ ضَمِنَ الله تعالى لمن تَبَع القرآن لا يَضِلَّ في الدنيا، ولا يَشقى في الآخرة ].
فالهدى مطلقاً : الدلالة، ويجوز في الخير والشر.. منه قوله تعالى :
﴿ احشرُوُا الذين ظلمُوا وأزواجَهُم وما كانوا يَعْبُدُونْ ( من دون الله فاهْدُوُهُم إلى صراط الجحيم ﴾(١)، وقد يكون ذكر الهدى في الشر، هو على سبيل التهكم !!.
ووصف القرآن بالهُدى : قيل معناه كلفظ - الهداية -.. لأنه دلالة.
وذهب البعض إلى أن.. الهدى.. والهداية : دلالة موصلة إلى البُغية، وما لا يوصل لا يسمى كذلك.
والأصح هي : الدلالة الموصلة إلى الطريق الموصل إلى البُغية، فإذا لم يوصل القرآن، فحسبه أنه وضعك على الطريق.
وهداية القرآن لا توصل إلاَّ إلى الدلالة الموصلة إلى الخير، لأن الله - عز وجل - وصفه بأنه : هدىً للمتقين.. وهدىً للمهتدين.. وشبيه ذلك، والمتقون والمهتدون.. ممدوحون، فالقرآن ساقهم إلى ما يُمْدح.
وكذلك حين وصفه.. بالهدى، فقد قرَنه بالرحمة.. والتبيان.. والبيان.. وكل ذلك ممدوح مقبول.
وجعل الله القرآن : هدىً.. وهدايةً لنا.. ونوراً يسعى بين أيدينا.. وشاهدٌ يشهد لنا يوم القيامة.. وندعوه أن يكون لنا كذلك.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الخامس والعشرون
الرحمة.. !!
قُرن وصف القرآن بوصفي : الرحمة.. والهدى.. كثيراً.
وقُرن بأوصاف : البيان.. والَتبيّان.. والبيّنة.. والشفاء، وذلك مع الهدى أحياناً وبدونه، ومن ذلك قوله تعالى :
﴿.. ونّزَّلنا عليك الكتاب تِبياناً لكلِّ شئٍ وهدىً ورحمةً وبُشرى للمسلمين ﴾(٢). وقال تعالى :﴿ ونُنَزل من القُرآنِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاَّ خسارا ﴾(٣).

(١) الصافات / ٢٢ و ٢٣.
(٢) النحل / ٨٩.
(٣) الإسراء / ٨٢.


الصفحة التالية
Icon