والرحمة : في الله - عز وجل -.. برَّه.. ورزقه.. وإحسانه.. والخير.. والنعمة، ومنها قوله تعالى :﴿.. وإنَّا إذا أذَقنا الإنسانَ منَّا رحمةً فرِح بها وإن تُصِبْهُم سيئةً بمَّا قدَّمت أيْدِيِهِم فإنَّ الإنسانَ كفُوُرُ ﴾(١).
وهذا المعنى ورد في القرآن كثيراً.
على أن في وصف الله - عز وجل - بالرحمة.. كلام لعلماء علم الكلام، لا نرانا بحاجة له هنا.
أما قوله - ﷺ - :﴿ اختلاف أمتي رحمة ﴾.. فنقول فيه /
أولاً / هو اختلافهم الفقهي المؤدي إلى كثرة الأقوال في المسألة الواحدة، مما يجعل المكلفين في سعةٍ من أمرهم، ويجعل الدولة أمام خيارات عدة، لتختار لكل بقعةٍ، أو في كل فترة، ما هو أصلح للعباد.
ثانيَّاً / هو اختلاف المسلمين إلى العلماء لطلب العلم.. ويستدل أصحاب هذا الرأي.. بقوله تعالى :﴿ وما كان المؤمنون لِيَنْفِرُوا كافة فلولا نَفَر من كلِّ فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدِّين ولِيُنْذِروا قومَهَم إذا رَجَعُوا إليهم لعلَّهم بَحذرُون "(٢).
ثالثاً / قول قوم.. الرحمة هي : أن يُوصل إليك السّار.
رابعاً / قول قومٍ.. الرحمة هي : دفع المضّار، وتكون بإفاضة السعادات.. والكمالات.. التي بها يُستحق الثواب، وهي مبالغة في رحمةٍ مخصوصة، هي دفع الضّر.. وإزالة المكروه، وغالباً ما يذكران في القرآن أحدهما يرادف الآخر.
فالرحمة : من باب التزكية.
والرأفة : من باب التخلية.
ورحمة الله - عز وجل - عامة، وعذابه يُصيب به من يشاء.. يقول تعالى :
{.. قال عذابي أُصيبُ به مَنْ أَشاءُ ورحمتي وسِعَت كلَّ شئ... ﴾(٣).
*******
والرحمة - في القرآن - وردت بمعانٍ عدة :
الأول / الإسلام.. قال تعالى :﴿... والله يختص برحمته من يشاء.. ﴾(٤).
(٢) التوبة / ١٢٢.
(٣) الأعراف / ١٥٦.
(٤) البقرة / ١٠٥.