والمنزلة : المرتبة.
والنُزُل : منزل الضيف، يقول تعالى :
﴿ وأمَّا إن كان من المُكَذِّبين الضَّاليِن ( فنُزُلٌ من حميمٍ ( وتَصْلِيَةُ جحيم ﴾(١).
والنازلة : المصيبة.
*******
وأنزل : فقد ورد في القرآن الكريم بمعانٍ منها :
الأول / الخَلق.. والإنشاء، منها قوله تعالى :﴿.. وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافعُ للناس.. ﴾(٢)، وقوله :﴿.. وأنزلَ لكم من الأنعام ثمانيةَ أزواجٍ.. ﴾(٣).
والمراد بإنزال الحديد.. وإنزال الأنعام هنا، هو نزول أمر الله بخلقهما.
الثاني / وقد يأتي بمعنى الابتلاء، منه قوله تعالى :
﴿... وما أنزل على المَلَكين ببابلَ هاروتَ وماروت... ﴾(٤)، وهو.. السحر، ممن تعلمه وعمل به مؤمناً به.. فقد كفر، ومن تعلمه ليتوقاه... جاز.
*******
لقد عبر - عز وجل - عن إنزال التوراة والإنجيل بقوله :﴿.. وأنزلَ التوراةَ والإنجيلَ ﴾(٥).. للإشارة إلى أنه لم يكن لهما إلا نزول واحد، وهذا بخلاف القرآن الكريم.. فإن له نزولين :
١ – نزول من اللوح المحفوظ.. إلى بيت العّزة من السماء الدنيا جملةً واحدةً.
٢- ونزوله منجَّماًً – أي مجزءً – في ثلاثٍة وعشرين عاماً.
ولهذا يقال له.. نَزَل، وأنزلَ.
على أن هناك من قال إن - نَزَلَ - تقتضي.. التدريج، و - أنزل - يقتضي.. الإنزال الدُُفعي، وهذا الرأي الأخير استشكله البعض بما لا مجال لذكره.
وقد حقق بعضهم المقام، بأن - الإنزال - يمكن أن يراد به التدرج، فيكون - نَزّل - يمكن أن يراد به الإنزال الجمعي.. أو مطلق الإنزال.

(١) الواقعة / ٩٢ إلى ٩٤.
(٢) الحديد / ٢٥.
(٣) الزمر / ٦.
(٤) البقرة / ١٠٢.
(٥) آل عمران / ٣.


الصفحة التالية
Icon