٦ - وأسلوب التفريق موافق.. للعقل، إذ بدأ القرآن بالعقيدة، وهي أساس الدين، ثم الفروع المبنيَّة عليها، ولو أنزلت الأصول مع الفروع لما كان ذلك مقبولاً، إذ كيف يمتثل لأداء الصلاة والزكاة.. وغيرها، من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ؟؟ !.
٧ - هذا التسلسل أدعى لقبول الإسلام.. وهو أدعى للتأليف على التكليف، وإلى الرأفة فيه.. وإلى التخفيف.
فجلت حكم ربنا إذ أنزله - مفرَّقاً -، وهو مفرِّق بين الحق والباطل، وهو منجَّم.. مجزء.. والله هو العزيز الحكيم.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم التاسع والعشرون
المحفوظ.. !!
يقول تعالى :﴿ بل هو قرآنٌ مجيدٌ ( في لوح محفوظ ﴾(١).
ويقول تعالى :﴿ ؟ إنَّا نحن نزّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ﴾(٢).
ومعنى الآية الأولى قيل فيه : أنَّ هو هذا القرآن المجيد، في اللوح المحفوظ، [ فالمحفوظ ] صفة للوح.
ونستطيع أن نقول : يجوز فيها أن تكون صيغة [ محفوظ ] صفة للقرآن، فيكون المعنى.. هو قرآن مجيد محفوظ.. وهو في لوحٍ.
على أن الآية الثانية، التي تعهد بها الله - عز وجل - بحفظ القرآن تُبيح لنا أن نسميه [ المحفوظ ] بحفظ الله تعالى له، وتعهده - عز وجل - بذلك.
وقد تأكَدَت صفة الحفظ في قوله تعالى :
﴿ لا تُحَرِّك به لسانَك لتَعْجَلَ به ( إنَّ علينا جَمْعَهُ وقُرأنه ( فإذا قرأناه فاتَّبِع قُرآنَه ﴾(٣).
فعدم التعجل بالقرآن تأكَّد أيضاً في قوله تعالى :
﴿ وكذلك أنزَلناهُ قرآناً عربياً وصرَّفنا فيه من الوعيد لعلَّهم يَتَّقوُنً أو يُحدِثَ لهم ذكرا ( فتعالى الله المَلك الحقُ ولا تعجل بالقرآن من قبلِ ان يُقضى إليك وَحْيُهُ وقل ربي زدني علماً ﴾(٤).

(١) البروج / ٢١ و ٢٢.
(٢) الحجر / ٩.
(٣) القيامة / ١٦ إلى ١٨.
(٤) طه / ١١٣ إلى ١١٥.


الصفحة التالية
Icon