أي.. يؤمنون الآن ومستقبلاً. فهو ذكرى لهم جميعاً.
فإشارة النص تدل على أن هذا القرآن يبقى متلواً إلى يوم القيامة.
وكذلك ما عرف من الدين بالضرورة، أن هذا القرآن خاتم الكتب المنزلة من الله - عز وجل -.. فهو ناسخ لها، غير منسوخ بغيره. وما ذلك إلا لأنه [ خاتم ] الكتب. وفي آي الكتاب الكريم إشارات بالغات لمن تذوق العربية. منها :
١. قوله تعالى :﴿ قلْ أيُّ شئٍ أكبرُ شهادةً قُلِ اللهُ شهيدٌ بيني وبينكم وأوحيَ أليَّ هذا القرآن لأُنذِرَكَم به ومَنْ بلَغَ.. ﴾(١).. فكل من يبلغه القرآن يكون منذراً به، فهو باقٍ لا يأتيه بعده كتاب فينهي وقته.
٢. ويقول تعالى :﴿ وإذا تُتلى عليهم آياتُنا بيناتٍ قال الذين لا يَرجُون لقاءَنا إِئتٍ بقرآنٍ غير هذا أو بَدِّلهُ قل ما يكون لي ان أُبدله من تِلقاء نفسي إن أتبٍعُ إلاَّ ما يوُحى إليّ.. ﴾(٢).
فلما انتقل المصطفى - ﷺ - إلى الرفيق الأعلى، ولم يُبَدل.. فهو الباق إلى يوم التلاق، ما دام لا نبي بعد محمد - عليه السلام -.
٣. وهنالك إشارات في : سورة الإسراء / ٩ و ٨٨.. وغيرهما.. يُفهم منها الدوام لمن كانت له بصيرة في لغة العرب.
*******
فهذا القرآن هو مِسك ختام الكتب المنزلة، وهو مختوم بالخير والبركة، فهو كلام ربنا - جل جلاله - في علاه، فما كان مصنوعاً منه - عز وجل - فقد وُصف بهذه الأوصاف.. فما ظنك بما لم يُخلق بل هو قديم قِدم ذاته، ونفسيِ كلامه.. عزَّ في عليائه ؟!.
يقول تعالى :﴿ إنّ الأبرار لفي نعيم ( على الأرائِك يَنظُرُون ( تَعرِفُ في وُجُوهِهِمِم نَظرةَ النعيم ( يُسْقَوْنَ من رحيقٍٍ مختومٍ ( ختامُهُ مِسْكٌ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾(٣)

(١) الأنعام / ١٩.
(٢) يونس / ١٥.
(٣) المطففين / ٢٢ إلى ٢٦.


الصفحة التالية
Icon