@ كما قال سبحانه ﴿ الر تلك آيات الكتاب الحكيم أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ﴾ فأي عجب من هذا حتى يقول الكافرون ﴿ إن هذا لسحر مبين ﴾ وكيف يتعجب من رحمة الخالق عباده وهدايته وإنعامه عليهم بتعريفهم على لسان رسوله ﷺ بطريق الخير والشر وما هم صائرون إليه بعد الموت وأمرهم ونهيهم حتى يقابل ذلك بالتعجب ونسبة ما جاء به إلى السحر لولا غاية الجهل والظلم وإن العجب كل العجب قولهم وتكذيبهم كما قال تعالى ﴿ وإن تعجب فعجب قولهم ﴾ فصل
ومن ذلك ﴿ حم والكتاب المبين ﴾ وقوله ﴿ ص والقرآن ذي الذكر ﴾ وقوله ﴿ يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ﴾ والصحيح أن يس بمنزلة حم والم ليست أسماء من أسماء النبي ﷺ
وأقسم سبحانه بكتابه على صدق رسوله وصحة نبوته ورسالته فتأمل قدر المقسم به والمقسم عليه وقوله تعالى ﴿ على صراط مستقيم ﴾ وجوز فيه ثلاثة أن يكون خبرا بعد خبر فأخبر عنه بأنه رسوله وأنه على صراط مستقيم وأن يكون متعلقا بالخبر نفسه تعلق المعمول بعامله أي أرسلتك على صراط وهذا يحتاج إلى بيان تقدير المجعولين على صراط مستقيم وكونه من المرسلين مستلزم لذلك فاستغنى عن ذكره فصل
ومن ذلك قوله تعالى ﴿ والصافات صفا ﴾ أقسم سبحانه بملائكته الصافات للعبودية بين يديه كما قال النبي ﷺ لأصحابه ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها تتمون الصفوف الأول وتراصون في الصف وكما قالوا عن أنفسهم ﴿ وإنا لنحن الصافون ﴾ والملائكة الصافات أجنحتها في الهواء

__________


الصفحة التالية
Icon