الضر في دعائهم و استعانتهم ثم يعرضون عن عبادته في حال حصول أغراضهم
وكثير من المتكلمين إنما يقررون الوحدانية من جهة الربوبية و أما الرسل فهم دعوا اليها من جهة الألوهية و كذلك كثير من المتصوفة المتعبدة و أرباب الأحوال إنما توجههم إلى الله من جهة ربوبيته لما يمدهم به فى الباطن من الأحوال التى بها يتصرفون و هؤلاء من جنس الملوك و قد ذم الله عز و جل فى القرآن هذا الصنف كثيرا فتدبر هذا فإنه تنكشف به أحوال قوم يتكلمون فى الحقائق و يعملون عليها و هم لعمري فى نوع من الحقائق الكونية القدرية الربوبية لا في الحقائق الدينية الشرعية الألهية و قد تكلمت على هذا المعنى في مواضع متعددة و هو أصل عظيم يجب الأعتناء به و الله سبحانه أعلم فصل
وذلك أن الانسان بل و جميع المخلوقات عباد لله تعالى فقراء إليه مماليك له و هو ربهم و مليكهم و إلههم لا إله إلا هو فالمخلوق ليس له من نفسه شيء أصلا بل نفسه و صفاته و أفعاله و ما ينتفع به أو يستحقه و غير ذلك إنما هو من خلق الله و الله عزوجل رب