فصل
إذا ظهر أن العبد و كل مخلوق فقير إلى الله محتاج إليه ليس فقيرا إلى سواه فليس هو مستغنيا بنفسه و لا بغير ربه فإن ذلك الغير فقير أيضا محتاج إلى الله و من المأثور عن أبي يزيد رحمه الله أنه قال استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق و عن الشيخ أبي عبد الله القرشي أنه قال استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون و هذا تقريب و إلا فهو كاستغاثة العدم بالعدم فإن المستغاث به إن لم يخلق الحق فيه قوة و حولا و إلا فليس له من نفسه شيء قال سبحانه ! ٢ < من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه > ٢ ! و قال تعالى ^ و لا يشفعون إلا لمن ارتضى ^ و قال تعالى ^ و ما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله ^ و اسم العبد يتناول معنيين
( أحدهما ) بمعنى العابد كرها كما قال ( إن كل من في السموات و الأرض إلا آتى الرحمن عبدا ) و قال ( و له أسلم من فى السموات و الأرض طوعا و كرها
و قال ! ٢ < بديع السماوات والأرض > ٢ ! ^ كل
__________