وزعم طائفة من الاتحادية أنه لا يوحد أحد الله و أنشدوا % ما و حد الواحد من و احد % % إذ كل من وحده جاحد % وهؤلاء حقيقة قولهم من جنس قول النصارى في المسيح يدعون أن حقيقة التوحيد أن يكون الموحد هوالموحد فيكون الحق هوالناطق على لسان العبد و الله الموحد لنفسه لا العبد و هذا فى زعمهم هوالسر الذي كان الحلاج يعتقده و هو بزعمهم قول خواص العارفين لكن لا يصرحون به
وحقيقة قولهم انهم اعتقدوا فى عموم الصالحين ما اعتقدته النصارى فى المسيح لكن لم يمكنهم إظهاره فإن دين الاسلام يناقض ذلك مناقضة ظاهرة فصاروا يشيرون إليه و يقولون إنه من السر المكتوم و من علم الاسرار الغيبية فلا يمكن ان يباح به و إنما هو قول ملحد و هو شر من قول النصارى فإن النصارى إنما قالوا ذلك في المسيح لم يقولوه فى جميع الصالحين
وقد بسط الكلام على ذلك فى غير موضع إذ المقصود التنبيه على ما فى هذه الآية من أصول الايمان و التوحيد و إبطال قول المبتدعين