سورة الدخان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة الحسن وأبي رجاء طلحة، بخلاف: "يَوْمَ نَبْطِش١"، مضمومة النون، مكسورة الطاء.قال أبو الفتح: معنى نبطش أي نسلط عليهم من يبطش بهم، فهذا من بطش هو، وأبطشته أنا، كقولك: قدر وأقدرته، وخرج وأخرجته. وإلى هذا ذهب أبو حاتم في هذه الآية فيما رويناه عنه.
وأما انتصاب "البطشة" فبفعل آخر غير هذا الظاهر، إلا أن هذا دل عليه، فكأنه قال: يوم نبطش من نبطشه، فيبطش البطشة الكبرى، فيجري نحو من قولهم: أعلمت زيدا عمرا العلم اليقين إعلاما، فإعلاما منصوب بأعلمت. وأما العلم اليقين فمنصوب بما دل عليه أعلمت، وهو علم العلم اليقين. وعليه قوله:
ورضت فذلت صعبة أي إذلال٢
فأي إذلال منصوب بما دل عليه قوله: ﴿رُضْت﴾ ؛ لأن "رضتها" وأذللتها بمعنى٣ واحد ولك أن تنصب "البطشة الكبرى" لا على المصدر، ولكن على أنها مفعول به، فكأنه
١ سورة الدخان: ١٦.
٢ لامرئ القيس، وصدره:
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
وقبله:
أسمحت: لانت وانقادت، هصرت: جذبت. والغصن: يريد به القوام. والشماريخ: جمع شمروخ، أو شمراخ، وهو في الأصل العثكال، يريد الشماريخ فروع صاحبته الديوان: ١٤١.
٣ في ك: معنى.
٢ لامرئ القيس، وصدره:
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
وقبله:
فلما تنازعنا الحديث واسمحت | هصرت بغصن ذي شماريخ ميال |
٣ في ك: معنى.