المعصوم في بيانها لم يثبت، حتى لو صح سنده لم نعمل به لأنه خبر واحد١، وهو حجة في الأحكام الفرعية، لا في السمعيات وأصول العقيدة، والقول بغير علم حرام، فلم يبق إلا الأخذ بظاهر الآية الذي يدل على أن الله سبحانه عندما يحشر الناس للحساب، يخرج من الأرض مخلوقا، يعلن أن الكافرين جحدوا الدلائل الواضحة والبراهين القاطعة على وجود الله ووحدانيته".
تسرب الراوية الشيعية حول الدابة إلى بعض التفاسير السنية:
...
- تسرب الرواية الشيعية حول الدابة إلى بعض التفاسير السنية:
وجدنا الرواية الشيعية القائلة بأن الدابة هي علي رضي الله عنه قد تسربت إلى بعض التفاسير السنية، ومثال ذلك ما أورده البغوي٢ ونصه: "وروي عن علي أنه قال: ليست بدابة لها ذنب، ولكن لها لحية)، ثم عقب البغوي بقوله: كأنه يشير إلى أنها رجل، والأكثرون على أنها دابة".
وما أورده البغوي، أورده ابن كثير٣ وكذلك ذكره القرطبي ٤ وغيرهم.
٣- الدابة وعصا موسى عليه السلام:
ذكر الفيروزأبادي٥ في تفسير آية الدابة ما يلي: " ﴿وَإِذَا وَقَعَ﴾ وجب ﴿القَوْلُ عَليْهِمْ﴾ بالسخط والعذاب، ﴿أَخْرَجْنَا لهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ﴾ بين الصفا والمروة، وهي عصا٦ موسى، ويقال معها عصا موسى، ﴿تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا﴾ بآيات ربنا بمحمد ﷺ وبالقرآن، ويقال بخروج الدابة ﴿لا يُوقِنُونَ﴾ : لا يصدقون، وإن قرأت تَكلِمُهم: بنصب التاء: تضربهم وتجرحهم".
٤- الدابة بين الكَلم والكلام:
وردت لقوله تعالى (تكلمهم) من الآية قراءتان:
الأولى: (تكلمهم) بضم التاء وتشديد اللام المكسورة، وقد قال القرطبي٧ عنها إنها قراءة العامة، أي جمهور القراء.
واستدل لها بقراءة أبي (تنبئهم).
والذي أرجحه أن

١ نزعة اعتزالية تتجهم للحديث، والصحيح أن خبر الواحد يتلقى بالقبول إذا ثبتت صحته، والشيعة الذين يرفضون خبر الواحد يؤمنون بالموضوعات الدسيسة في الدين.
٢ انظر معالم التنزيل للبغوي ج ٥ ص ١٣٠ بهامش الخازن.
٣ انظر هذه الرواية عند ابن كثير في تفسيره ج ٣ ص ٣٧٦.
٤ انظر تفسير القرطبي ج ١٣ ص ٢٣٦.
٥ انظر تنوير المقباس من تفسير ابن عباس لوحيد بن يعقوب الفيروزأبادي ونسبة هذا التفسير لابن عباس غير صحيحة على التحقيق، والنص المنقول من ص ٣٨٧ ط التجارية ومن ص ٣٢١، ٣٢٢ ط / بيروت.
٦ كذا بطبعتي الكتاب المذكورتين وفرق بين أن تكون العصا هي الدابة، وبين أن تكون الدابة معها العصا كما ذكرت ذلك روايات أخرى.
٧ انظر تفسير القرطبي ج ١٣ ص ٢٣٦.


الصفحة التالية
Icon