وإنْ كان منفيَّاً فلا يَخْلُو: إمَّا أَنْ يكونَ حرفُ النفي «ما» أو غيرَها، إن كان غيرَها فتركُ اللام واجبٌ نحو: لولا زيدٌ لم أقم، أو لن أقوم، لئلاَّ يتوالى لامان، وإن كان ب «ما» فالكثيرُ الحَذْفُ، ويَقِلُّ الإِتيانُ بها، وهكذا حكمُ جوابِ «لو» الامتناعية، وقد تقدَّم عند قولِه: ﴿وَلَوْ شَآءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٠] ولا محلَّ لجوابِها من الإِعرابِ. و ﴿مِّنَ الخاسرين﴾ في محلِّ نصبٍ خبراً ل «كان»، ومِنْ للتبعيض.
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ﴾ : اللامُ جوابُ قسمٍ محذوفٍ تقديرُه: والله لقد، وهكذا كلُّ ما جاءَ من نظائرِها، و «قد» حرف تحقيق وتوقع، ويُفيد في المضارع التقليلَ إلا في أفعال الله تعالى فإنَّها للتحقيق، وقد تُخْرِجُ المضارع إلى المُضيِّ كقوله:
٥٢٥ - قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَّراً أناملُه | كأنَّ أثوابَه مُجَّتْ بفُرصادِ |