ليَصِحَّ دخولُ «بَيْنَ» على متعددٍ، ولكنه حُذِفَ لفَهْمِ المَعْنى، والتقدير: بين أحدٍ منهم، ونظيرُه ومثلُه قولُ النابغة:
٧٤٦ - فما كان بين الخيرِ لو جاءَ سالماً | أبو حُجُرٍ إلا ليالٍ قلائِلُ |
أي: بين الخير وبيني. و
«له» متعلِّقٌ بمسلمون، قُدِّم للاهتمامِ به لعَوْدِ الضميرِ على الله تعالى أو لتناسُبِ الفواصل.
قوله تعالى:
﴿بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ﴾ : في الباءِ أقوالٌ، أحدُها: أنها زائدةٌ كهي في قولِه
﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ﴾ [البقرة: ١٩٥] وقوله:
﴿وهزى إِلَيْكِ بِجِذْعِ﴾ [مريم: ٢٥] وقوله:
٧٤٧ -.................. | سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ |
والثاني: أنها بمعنى
«على، أي: فإنْ آمَنوا على مثلِ إيمانكم بالله». والثالث: أنَّها للاستعانةِ كهي في
«نَجَرْتُ بالقَدُوم» و
«كَتَبْتُ بالقلم» والمعنى: فإنْ دَخَلوا في الإِيمانِ بشهادةٍ مثلِ شهادتِكم، وعلى هذه الأوجهِ فيكونُ المؤمَنُ به محذوفاً، و
«ما» مصدريةً والضميرُ في
«به» عائداً على الله تعالى، والتقديرُ: فإنْ آمنوا باللهِ إيماناً مثلَ إيمانِكم به، و
«مثل» هنا فيها قولان، أحدُهما: أنَّها زائدةٌ والتقديرُ: بما آمنْتُم به، وهي قراءة عبدِ الله بنِ مسعودٍ وابن