وقرأ الباقون: «لَرَؤُوف» على زنة شَكُور، وقرأ أبو جعفر: «لَرَوُفٌ» من غير همزٍ، وهذا دأبُه في كلِّ همزةٍ ساكنةٍ أو متحركةٍ. والرأفة: أشدُّ الرحمة فهي أخصُّ منها، وفي رؤوف لغتان أَخْرَيَان لم تَصِلْ إلينا بهما قراءةٌ وهما: رَئِفٌ على وزن فَخِذ، ورَأْفٌ على وزن صَعْب. وإنما قُدِّم على «رحيم» لأجلِ الفواصل.
قوله تعالى: ﴿قَدْ نرى﴾ :«قد» هذه قالَ فيها بعضُهم: إنها تَصْرِفُ المضارعَ إلى معنى المضيِّ، وجَعَلَ، مِنْ ذلك هذه الآيةَ وأمثالَها وقولَ الشاعر:
٧٦٠ - لِقَوْمٍ لعَمْري قد نَرَى أمسِ فيهمُ | مرابطَ للأمْهارِ والعَكَرِ الدَّهِرْ |
وقال الزمخشري:
«قد نرى» : ربما نرى، ومعناه كثرةُ الرؤيةِ كقول الشاعر:
٧٦١ - قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصَفْراً أناملُه | كأنَّ أثوابَه مُجَّتْ بفُرْصادِ |
قال الشيخ:
«وشرحه هذا على التحقيق متضادٌّ، لأنه شَرَحَ» قد نرى
«بربما نرى، ورُبَّ على مذهب المحققين إنما تكون لتقليلِ الشيء في نفسِه أو لتقليلِ نظيرِه: ثم قال:» ومعناه كثرةُ الرؤيةِ فهو مضادٌّ لمدلولِ رُبَّ على مذهب الجمهور. ثم هذا الذي ادَّعاه من كثرةِ الرؤيةِ لا يَدُلُّ عليه اللفظُ لأنه