قوله: ﴿والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ خَتَم بهاتين الصفتين لتقدُّم مناسبتهما، فإنَّ الحَلْفَ متعلِّقٌ بالسمع، وإرادة البرِ من فِعْلِ القلبِ متعلقةٌ بالعِلْم. وقَدَّم السميع لتقدُّم متعلَّقِه وهو الحَلْفُ.
قوله تعالى: ﴿باللغو﴾ : متعلَّقٌ ب «يُؤاخِذُكم». والباءُ معناها السببيةُ كقولِه تعالى: ﴿فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ﴾ [العنكبوت: ٤٠]، ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِظُلْمِهِمْ﴾ [النحل: ٦١].
واللَّغْوُ: مصدرُ لَغا يَلْغو، يقال: لَغا يلغو لَغْواً، مثل غَزا يغزوا غزواً ولَغِي يَلْغَى لَغَىً مثل لَقِيَ يَلْقَى لَقَىً، ومن الثاني قولُه تعالى: ﴿والغوا فِيهِ﴾ واختُلِفَ في اللغُو: فقيل: ما سَبَقَ به اللسانُ مِنْ غيرِ قصدٍ، قاله الفراء، ومنه قول الفرزدق:
٩٦٠ - ولَسْتَ بمأخوذٍ بلَغْوٍ تَقُوله | إذا لم تُعَمِّدْ عاقِدَاتِ العَزائِمِ |
ويُحْكى أن الحسنُ سُئل عن اللغو وعن المَسْبِيَّة ذاتِ زَوْج، فنهض الفرزدق وقال:
«ألم تَسْمَع مَا قُلْتُ، وأنشد: ولستَ بمأخوذ، وقوله:٩٦١ - وذاتِ حليلٍ أَنْكَحَتْها رِماحُنا | حلالٌ لِمَنْ يَبْني بها لم تُطَلَّقِ |
فقال الحسنُ: ما أذكاك لولا حِنْثُك». وقد يُطْلَقُ على كل كلامٍ قبيح
«لَغْو».