بها الأولادَ، قاله قتادة والزهري. وفيه نظرٌ من حيث وقوعُها على العقلاء، وعلى هذا فالخطابُ في «سَلَّمتم» للآباء والأمهاتِ.
وقرأ عاصم في رواية شيبان: «أُوتيتم» على البناء للمجهول ومعناه: ما آتاكم الله وأَقْدركم عليه من الأجرة، وهو في معنى قولِه تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد: ٧] قوله: ﴿بالمعروف﴾ فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أَنْ يتعلَّق ب «سَلَّمْتم» أي: بالقولِ الجميلِ. والثاني: أنْ يتعلَّق ب «آتيتم»، والثالثُ: أن يكونَ حالاً من فاعل «سَلَّمْتم» أو «آتيتم»، فالعاملُ فيه حينئذٍ محذوفٌ أي: ملتبسين بالمعروفِ.
قولُه تعالى: ﴿والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ﴾ الآية: فيه أوجهٌ: الأولُ: أَنَّ «الذين» مبتدأٌ لا خبرَ له، بل أَخْبر عن الزوجات المتصلِ ذِكْرُهُنَّ به، لأنَّ الحديثَ معهنَّ في الاعتدادِ، فجاء الخبرُ عن المقصود، إذ المعنى: مَنْ مات عنها زوجُها تربَّصت. وإليه ذهب الكسائي والفراء، وأنشد الفراء:
٩٩٥ - لعَلِّيَ إنْ مَالَتْ بِيَ الريحُ مَيْلَةً | على ابن أبي ذِبَّانَ أَنْ يتندَّما |