فَقَلَبَ لأجلها الألفَ ياءً، وأَدْغَمها فيها، فصارَ «مُخَيِّراً» كما تَرَى، وهو يحتمل أن يكونَ اسمَ فاعل أو اسمَ مفعولٍ كما كان يحتملهما مُكَبَّرُه، وهذا أيضاً يُلْبَسً باسمِ فاعل خَيَّر يُخَيِّر فهو مُخيِّر، والقرائِنُ تُبيِّنُهُ.
ومفعول «يَرْجِعُون» محذوفٌ أيضاً اقتصاراً أي: لعلهم يكونون مِنْ أهلِ الرجوع، أو اختصاراً أي: يَرْجِعُونَ إلى دينكم وما أنتم عليه.
قوله تعالى: ﴿إِلاَّ لِمَن تَبِعَ﴾ : في هذه اللام وجهان، أحدهما: أنها زائدةٌ مؤكدةٌ، كهي في قوله تعالى: ﴿رَدِفَ لَكُم﴾ [النمل: ٧٢] أي: رَدِفَكم، وقول الآخر:
١٣٣٢ - فَلَمَّا أَنْ تواقَفْنَا قليلاً | أَنَخْنا للكلاكِلِ فارتَمَيْنَا |
وقول الآخر:١٣٣٣ - ما كنتُ أخدَعُ للخليلِ بخُلَّةٍ | حتى يكونَ لِيَ الخليلُ خَدُوعا |
أي: أَنَخْنَا الكلاكل، وأَخْدَعُ الخليلَ، ومثلُه:
١٣٣٤ - يَذُمُّونَ للدنيا وهم يَرْضِعُونَها | أَفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثَعْلُ |
يريد: يَذُمُّون الدنيا، ويروي
«بالدنيا» بالباء، وأظن البيت: «يَذُمُّونَ لي