قوله: ﴿وَقَالُواْ حَسْبُنَا الله﴾ عَطَفَ «قالوا» على «فزادهم» والجملةُ بعد القولِ في محلِّ النصب به. وقد تقدَّم أنَّ «حَسْب» بمعنى اسم الفاعل أي: «مُحْسِب» بمعنى الكافي، ولذلك كانت إضافتُه غيرَ محضةٍ عند قوله في البقرة: ﴿فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ﴾ [الآية: ٢٠٦].
وقوله: ﴿وَنِعْمَ الوكيل﴾ / المخصوصُ بالمَدْحِ محذوفٌ أي الله.
قولُه تعالى: ﴿بِنِعْمَةٍ﴾ : فيه وجهان أحدهما: أنها متعلقةٌ بنفس الفعل على أنها باءُ التعدية. والثاني: أنها تتعلَّقُ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من الضميرِ في «انقلبوا» والباءُ على هذا للمصاحبةِ كأنه قيل: فانقلبوا ملتبسينَ بنعمةٍ ومصاحبين لها.
قوله: ﴿لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سواء﴾ هذه الجملةٌ في محل نصب على الحال أيضاً، وفي ذي الحال وجهان أحدهما: أنه فاعلُ «انقلبوا» أي: انقلبوا سالمين من السوء. والثاني: أنه الضميرُ المستكنُّ في «بنعمة» إذا كانت حلاً، والتقديرُ: فانقلبوا مُنَعَّمين بريئين من السوء، والعامل فيها العاملُ في «بنعمة» فهما حالان متداخلتان، والحال إذا وقعت مضارعاً منفياً ب «لم» وفيها ضميرُ ذي الحال جاز دخولُ الواو وعدمُه، فمِن الأول قولُه تعالى: ﴿أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ﴾ [الأنعام: ٩٣] وقولُ كعب:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
١٤٩٣ - لا تَأْخُذَنِّي بأقوالِ الوشاةِ ولم أُذْنِبْ وإنْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ