وقرأ القاضي أيضاً وطلحة: «هل يُصَيِّبُنا» بتشديد الياء. قال الزمخشري: «ووجههُ أن يكونَ يُفَيْعِل لا يُفَعِّل لأنه من بنات الواو لقولهم: الصواب، وصاب يصوب، ومصاوب في جمع مصيبة، فَحَقُّ يُفَعِّل منه يُصَوِّب. ألا ترى إلى قولهم: صَوَّب رأيه، إلا أَنْ يكونَ من لغة من يقول: صاب السهمُ يَصيب كقوله:
٢٤٩٦ - أَسْهُمِيَ الصائِبات والصُّيُبْ... يعني أنه أصله صَوْيِب فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحدهما بالسكون فقُلبت الواو ياءً وأدغم فيها، وهذا كما تقدم لك في تحيَّز أن أصله تَحَيْوَز. وأما إذا أخذناه مِنْ لغةِ مَنْ يقول: صاب السهم يَصيب فهو من ذوات الياء فوزنه على هذه اللغة فَعَّل.
قوله تعالى: ﴿إِلاَّ إِحْدَى﴾ : مفعول التربُّص، فهو استثناء مفرغ. وقرأ ابن محيصن «إلا احدى» بوصل ألف «احدى» إجراء لهمزة القطع مُجْرى همزة الوصل فهو كقول الشاعر:
٢٤٩٧ - إنْ لم أُقاتِلْ فالبسوني بُرْقُعا... وقول الآخر:

٢٤٩٨ - يابا المغيرة رُبَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ فَرَّجْتُه بالمكر مِنِّي والدَّهَا
وقوله ﴿أَن يُصِيبَكُمُ﴾ مفعول التربُّص.


الصفحة التالية
Icon