قوله تعالى: ﴿إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ﴾ : فيه وجهان، أحدهما: أنه مفعولٌ به، أي: وما كَرِهوا وعابُوا إلا إغناءَ الله إياهم، وهو من بابِ قولِهم: ما لي عندك ذنبٌ إلا أَنْ أَحْسَنْت إليك، أي: إن كان ثَمَّ ذنبٌ فهو هذا، فهو تهكمٌ بهم، كقوله:
٢٥١٧ - ولا عيبَ فينا غيرُ عِرْقٍ لمعشرٍ | كرامٍ وأنَّا لا نَخُطُّ على النمل |
٢٥١٨ - ما نقِموا من بني أميةَ إلا | أنهمْ يَحْلُمون إنْ غَضِبوا |
وأنهم سادةُ الملوكِ ولا | يَصْلحُ إلا عليهم العَرَبُ |
قوله تعالى: ﴿مَّنْ عَاهَدَ الله﴾ : فيه معنى القسم فلذلك أُجيب بقوله: «لنصَّدَّقَنَّ»، وحُذِفَ جوابُ الشرطِ لدلالة هذا الجوابِ عليه، وقد عَرَفْتَ قاعدة ذلك. واللام للتوطئة. ولا يمتنع الجمعُ بين القسم واللام الموطئة له. وقال أبو البقاء؛ «فيه وجهان أحدهما: تقديره فقال: لئن آتانا.