والثاني: أنْ يكونَ» عاهد «بمعنى» قال «فإنَّ العهد قول». ولا حاجة إلى هذا الذي ذكره.
قوله: ﴿لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ﴾ قرأهما الجمهور بالنون الثقيلة، والأعمش بالخفيفة.
والجمهور قرؤوا «يَكذبون» مخففاً. وأبو رجاء مثقلاً.
والجمهورُ على «يَعْلموا» بالياء من تحت. وقرأ علي بن أبي طالب والحسن والسُّلَمي بالخطاب التفاتاً للمؤمنين دون المنافقين.
قوله تعالى: ﴿الذين يَلْمِزُونَ﴾ : فيه أوجه، أحدهما: أنه مرفوعٌ على إضمارِ مبتدأ، أي: هم الذين. الثاني: أنه في محل رفع بالابتداء و «من المؤمنين» حالٌ مِن «المطَّوِّعين»، و «في الصدقات» متعلق ب «يَلْمِزون». و ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ﴾ نسقٌ على «المطَّوِّعين» أي: يَعيبون المياسير والفقراء.
وقال مكي: «والذين» خفضٌ عطفاً على «المؤمنين»، ولا يَحْسُن عَطْفُه على «المطَّوِّعين»، لأنه لم يتمَّ اسماً بعد، لأن «فيسخرون» عطف على «يَلْمِزُون» هكذا ذكره النحاس في «الإِعراب» له، وهو عندي وهمٌ منه «. قلت: الأمر فيه كما ذكر فإن» المطَّوِّعين «قد تَمَّ من غيرِ احتياجٍ لغيره.