قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ﴾ : يجوز أن تكونَ «إذ» معمولةً ل «نَبأ»، ويجوز أن تكونَ بدلاً مِنْ «نبأ» بدلَ اشتمال. وجوَّز أبو البقاء أن تكونَ حالاً من «نبأ» وليس بظاهرٍ، ولا يجوزُ أن يكونَ منصوباً ب «اتلُ» لفساده، إذ «اتلُ» مستقبلٌ، و «إذا» ماض، و «لقومه» اللام: إمَّا للتبليغ وهو الظاهرُ، وإمَّا للعلة وليس بظاهرٍ.
وقوله: ﴿كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي﴾ من باب الإِسناد المجازي كقولهم: «ثَقُل عليَّ ظلُّه».
وقرأ أبو رجاء وأبو مجلز وأبو الجوزاء «مُقامي» بضم الميم، و «المقام» بالفتح مكان القيام، وبالضم مكان الإِقامة أو الإِقامة نفسها. وقال ابن عطية: «ولم يُقرأ هنا بضم الميم» كأنه لم يَطَّلع على قراءةِ هؤلاء الآباء.
قوله: ﴿فَعَلَى الله﴾ جواب الشرط.
وقوله: ﴿فأجمعوا﴾ عطف على الجواب، ولم يذكر أبو البقاء غيرَه. واستُشْكِل عليه أنه متوكلٌ على الله دائماً كَبُر عليهم مقامُه أو لم يكبر. وقيل: جوابُ الشرط قوله «فأجمعوا» وقوله ﴿فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ﴾ جملةٌ اعتراضية بين الشرط وجوابه، وهو كقول الشاعر:
٢٦٠٦ - إمَّا تَرَيْني قد نَحَلْتُ ومَنْ يكنْ | غَرَضاً لأطراف الأَسِنَّة يَنْحَلِ |
فلرُبَّ أبْلَجَ مثلِ ثِقْلِكِ بادِنٍ | ضخمٍ على ظهر الجَوادِ مُهَبَّلِ |