ومَجْداً أي: شَبِعت، وأنشدوا لأبي حية النميري:

٢٦٨٦ - تزيدُ على صواحبِها وليسَتْ بماجدةِ الطعام ولا الشراب
أي: ليسَتْ بكثيرةِ الطعامِ ولا الشراب. وقيل: مَجَد الشيءُ: أي حَسُنَتْ أوصافُه. وقال الليث: «أمجد فلانٌ عطاءَه ومَجَّده أي: كثَّره».
والرَّوْع: الفزع، قال الشاعر:
٢٦٨٧ - إذا أخَذَتْها هِزَّةُ الرَّوْعِ أَمْسَكَتْ بمَنْكِبِ مِقْدامٍ على الهَوْلِ أرْوَعَا
يقال: راعَه يَرُوْعُه أي: أفزعه، قال عنترة:
٢٦٨٨ - ما راعني إلا حَمولةُ أهلِها وسطَ الديار تَسِفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
وارتاع: افتعل منه. قال النابغة:
٢٦٨٩ - فارتاعَ من صَوْتِ كَلاَّبِ فباتَ له طَوْعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدٍ
وأمَّا الرُّوْعُ بالضم فهي النفسُ لأنها محلُّ الرَّوْع، ففرَّقوا بين الحالِّ والمَحَلِّ. وفي الحديث: «إنَّ رُوْحَ القدس نفث في رُوْعي».
قوله: ﴿وَجَآءَتْهُ البشرى﴾ عطف على «ذَهَب» وجوابُ «لَمَّا» على هذا محذوفٌ أي: فلما اكن كيت وكيت اجترأ على خطابهم، أو فَطِن لمجادلتهم، وقوله: «يُجادلنا» على هذا جملةٌ مستأنفة، وهي الدالَّةُ على ذلك الجوابِ المحذوفِ. وقيل: تقديرُ الجواب: أقبل يجادِلُنا، فيجادلُنا على هذا حالٌ من فاعل «


الصفحة التالية
Icon