وقال أبو البقاء:» الجمهورُ على فتح الراء، وهو مصدر في معنى الرحمة، إلا أنَّ استعمالَ الفعل منه قليل، وإنما يُسْتَعمل بالزيادة مثل أراح ورَوَّح، ويُقرأ بضم الراء وهي لغةٌ فيه. وقيل: هو اسمُ مصدرٍ مثل الشِّرْب والشُّرْب «.
قوله تعالى: ﴿مُّزْجَاةٍ﴾ : أي: مَدْفُوعة يَدْفَعها كلُّ أحدٍ عنه لزهادته فيها، ومنه: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَاباً﴾ [النور: ٤٣]، أي: يَسُوقها بالريح. وقال حاتم الطائي:
٢٨٢٤ - لِيَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ | وأَرمَلَةٌ تُزْجي مع الليل أَرْمَلا |
ويقال: أَزْجَيْتُ رديءَ الدرهم فَزُجِيَ، ومنه استعير
«زَجَا الخراج يَزْجُو زَجَاءً»، وخَراجٌ زاجٍ، وقولُ الشاعر:
٢٨٢٥ -................... | وحاجةٍ غيرِ مُزْجاةٍ من الحاجِ |
أي: غير يسيرةً يمكن دَفْعُها وصَرْفها لقلة الاعتداد بها/ فألف
«مُزْجاةٌ» منقلبة عن واو.