وما بعدها مِنْ قولِه: «اَمْ جَعَلوا»، وقد جمع الشاعرُ أيضاً بين الاستعمالين في قوله:

٢٨٥ - ١- هل ما عَلِمْتَ وما استُودِعْتَ مكتومُ أم حَبْلُها إذ نَأَتْكَ اليومَ مَصْرومُ
أَمْ هَلْ كبيرٌ بكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه إثرَ الأحبَّةِ يومَ البَيْنَ مَشْكُومُ
والجملةُ من قوله: خَلَقوا «صفةٌ لشركاء.
قوله تعالى: ﴿أَوْدِيَةٌ﴾ : هو جمعُ وادٍ، وجمعُ فاعِل على أَفْعِلَة، قال أبو البقاء: «شاذٌّ، ولم نَسْمَعْه في غيرِ هذا الحرف، ووجهُه: أنَّ فاعِلاً قد جاء بمعنى فَعِيل، وكما جاء فَعِيل وأفْعِلَة كجَرِيْب وأَجْرِبَة، وكذلك فاعِل»، قلت: قد سُمع فاعِل وأفْعِلة في حرفين آخرين، أحدُهما: قولهم: جائز وأجْوِزَة، والثاني: ناحِية وأَنْحِية.
قوله: «بقَدَرها» فيه وجهان، أحدُهما «أنه متعلِّقٌ ب» سالَتْ «، والثاني: أنه متعلِّقٌ بمحذوفٍ لأنه صفةٌ ل» أَوْدية «. وقرأ العامَّةُ بفتح الدال، وزيد بن علي والأشهب العقيلي وأبو عمرو في روايةٍ بسكونها، وقد تقدَّم ذلك في سورة البقرة.


الصفحة التالية
Icon