قاله أبو البقاء. وقال الزمخشري: «ويجوز أن يتعلَّق ب» سلام «، أي: نُسَلِّم عليكم ونُكْرمكم بصبركم»، ولمَّا نقله عنه الشيخ لم يَعْترض عليه بشيء. والظاهرُ أنه لا يُعْترَض عليه بما تقدَّم؛ لأنَّ ذلك في المصدر المؤول بحرف مصدري، وفعل، وهذا المصدرُ ليس من ذلك. والباءُ: إمَّا سببيَّةٌ كما تقدَّم، وإمَّا بمعنى بَدَل، أي: بَدَلَ صبركم، أي: بما احتملتم مَشاقَّ الصبر. وقيل: «بما صَبَرْتُم» خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هذا الثوابُ الجزيل بما صبرتم.
وقرأ الجمهور «فنِعْمَ» بكسرِ النونِ وسكونِ العين، وابن يعمر بالفتحِ والكسر، وقد تقدَّم أنها الأصلُ كقوله:
٢٥٣ - ٨-....................... | نَعِمَ السَّاعُون في القومِ الشُّطُرْ |
قوله تعالى: ﴿والذين يَنقُضُونَ﴾ : مبتدأ، والجملة مِنْ قوله: ﴿أولئك لَهُمُ اللعنة﴾ خبرُه. والكلامُ في اللعنةِ كالكلامِ في ﴿لَهُمْ عقبى الدار﴾ [الرعد: ٢٢].