القرآن، وأمّا الغَلطُ والنِّسيانُ فأثبتهما بعضُهم مستدلاً بقول ذي الرمة:
٧٢ - لَمْياءُ في شفَتْيها حُوَّةٌ لَعَسٌ | وفي اللِّثاثِ وفي أَنْيابِها شَنَبُ |
قال: لأنَّ الحُوَّة السوادُ الخالص، واللَّعَسُ سوادٌ يَشُوبه حمرة. ولا يَرِدُ هذان البدلان في كلامٍ فصيحٍ، وأمَّا بدلُ الكلِّ من البعضِ فأثبته بعضُهم مستدلاً بظاهر قوله:
٧٣ - رَحِم اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها | بسجِسْتَان طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ |
وفي روايةِ مَنْ نَصَبَ
«طلحة» قال: لأن الأعظُمَ بعضُ طلحة، وطلحة كلٌ، وقد أُبْدِل منها، واستدلَّ على ذلك أيضاً بقول امرئ القيس:
٧٤ - كأني غداةَ البَيْنِ يومَ تَحَمَّلوا | لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ |
فغذاةَ بعضُ اليوم، وقَد أبدل
«اليومَ» منها. ولا حُجَّة في البيتين، أمَّا الأولُ: فإن الأصل: أعظُماً دفنُوها أعظمَ طلحة، ثم حُذِفَ المضافُ وأُقيم المضاف إليه مُقامه، ويَدُلُّ على ذلك الروايةُ المشهورة وهي جر
«طلحة»، على أن الأصل: أعظُمَ طلحة، ولم يُقِم المضافَ إليه مُقامَ المضاف، وأمَّا الثاني فإن اليوم يُطلق على القطعة من الزمان كما تقدَّم. ولكلِّ مذهبٍ من هذه المذاهب دلائلُ وإيرادات وأجوبةٌ، موضوعُها كتب النحو.