الثاني: أنه متعدٍّ لواحدٍ، وهو» وعدِه «، وأمَّا» رُسُلَه «فمنصوبٌ بالمصدر، فإنه يَنْحَلُّ لحرفٍ مصدريٍّ وفعلٍ تقديرُه: مُخْلِفُ ما وعدَ رُسَلَه، ف» ما «مصدريةٌ لا بمعنى الذي.
وقرأت جماعةٌ ﴿مُخْلِفَ وَعْدَ رُسَلَهُ﴾ بنصبِ»
وعدَه «وجرِّ» رسلِه «فَصْلاً بالمفعولِ بين المتضايفين، وهي كقراءةِ ابن عامرٍ ﴿قَتْلُ أَوْلاَدَهمْ شُرَكَآئِهِمْ﴾ قال الزمخشري جرأةً منه:» وهذه في الضَّعْفِ كمَنْ قرأ ﴿قَتْلُ أَوْلاَدَهمْ شُرَكَآئِهِمْ﴾.
قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ﴾ : يجوز فيه عدةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكونَ منصوباً ب «انتقام»، أي: يقع انتقامُهُ في ذلك اليوم. الثاني: أن ينتصبَ ب «اذكْر». الثالث: ان ينتصبَ بما يتلخَّص مِنْ معنى ﴿عَزِيزٌ ذُو انتقام﴾. الرابع: أن يكونَ بدلاً من ﴿يَوْمَ يَأْتِيهِمُ﴾ [إبراهيم: ٤٤]. الخامس: أن ينتصبَ ب «مُخْلِف». السادس: أن ينتصبَ ب «وَعْدِه»، و «إنَّ» وما بعدها اعتراضٌ. ومنع أبو البقاء هذين الأخيرين، قال «لأنَّ ما قبل» إنَّ «لا يعمل فيما بعدها». وهذا غيرُ مانعٍ لأنه كما تقدَّم اعتراضٌ فلا يُبالَى به فاصلاً.
وقوله: «والسماواتُ» تقديرُه: وتُبَدَّل السماواتُ غيرَ السماواتِ. وفي التبديلِ قولان: هل هو متعلِّقٌ بالذات أو بالصفة؟ وإلى الثاني مَيْلُ


الصفحة التالية
Icon