قد يَسْبق الوهمُ إلى الاستثناء مطلقاً فاستدرك هذا. وقولُه ﴿وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ﴾ لا ينفي ذلك الوهم. و «مَنْ» : إمَّا شرطيةٌ أو موصولةٌ، ولكن متى جُعِلَتْ شرطيةً فلا بدُّ من إضمارِ مبتدأ قبلها؛ لأنه لا يليها الجملُ الشرطيةُ، قاله الشيخ ثم قال: «ومثلُه:
أي: ولكن أنا متى يَسْتَرْفد» وإنما لم تقعِ الشرطيةُ بعد «لكن» لأنَّ الاستدراكَ لا يقع في الشُّروط. هكذا قيل، وهو ممنوع.
٣٠١ - ٧-............................ ولكن متى يَسْتَرْفِدِ القومُ أَرْفِدِ
قوله تعالى: ﴿ذلك بِأَنَّهُمُ﴾ : مبتدأ وخبر، كنظائرَ مَرَّتْ، والإِشارةُ ب «ذلك» إلى ما ذُكِرَ من الغضبِ والعذاب؛ ولذلك وُحِّد كقوله: ﴿بَيْنَ ذلك﴾ [البقرة: ٦٨] و [قولِه]
٣٠١ - ٨- كأنه في الجِلْدِ........................ وقد مَرَّ ذلك.
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ﴾ : في خبر «إنَّ» هذه ثلاثةُ أوجهٍ، إنه قولُه ﴿لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، و ﴿إِنَّ رَبَّكَ﴾ الثانيةُ واسمُها تأكيدٌ للأولى واسمِها، فكأنه قيل: ثم إنَّ ربَّك إنَّ ربَّك لغفورٌ