وهذا عند غيرِ ابنِ كَيْسان، وأمَّا ابنُ كَيْسان فيُجيز في الكلام: «الشمسُ طَلَع، وطالعٌ».
وأمَّا قراءةُ عبدِ الله فهي ممَّا أُخْبر فيها عن الجمعِ إخبارَ الواحدِ لسَدِّ الواحدِ مَسَدَّه كقوله:
٣٠٦ - ٧- فإمَّا تَرَيْني ولِيْ لِمَّةٌ | فإنَّ الحوادثَ أَوْدَى بها |
وقرأ عبدُ اللهِ أيضاً «كان سَيِّئاتٍ» بالجمعِ من غير إضافةٍ وهو خبرُ «كان»، وهي تؤيد قراءةَ الحَرَميِّين وأبي عمرو.
قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِمَّآ أوحى﴾ : مبتدأ أو خبر، و «ذلك» إشارةٌ إلى جميعِ ما تقدَّم من التكاليفِ وهي أربعةٌ وعشرون نوعاً، أولُها قولُه: ﴿لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إلها آخَرَ﴾ [الإِسراء: ٢٢]، وآخرُها: ﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأرض مَرَحاً﴾ [الإِسراء: ٣٧]. ﴿مِمَّآ أوحى﴾ «مِنْ» للتبعيضِ؛ لأنَّ هذه بعضُ ما أوحاه اللهُ تعالى إلى نبيِّه.
قوله: ﴿مِنَ الحكمة﴾ يحوز فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكونَ حالاً مِنْ عائدِ الموصولِ المحذوف تقديرُهُ: مِن الذي أوحاه حالَ كونِهِ من الحكمة،