قوله عز وجل: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ...﴾ الآية.. [٢٩].
أخبرنا أبو الحسن، محمد بن عبد الله بن علي بن عِمْران، قال: أخبرنا أبو علي [ابن] أحمد الفقيه، قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيلي المحَامِلي، قال: حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير، قال: حدثنا سليمان بن سفيان الجُهَنّي، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحْوص، عن عبد الله قال:
جاء غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أمي تسألك كذا وكذا، فقال: ما عندنا اليوم شيء، قال: فتقول: لك اكسني قميصك، قال: فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسراً، فأنزل الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ﴾ الآية.
وقال جابر بن عبد الله: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قاعداً فيما بين أصحابه، أتاه صبي فقال: يا رسول الله، إن أمي تَسْتَكْسِيكَ دِرْعاً. ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ قميصه، فقال للصبي: من ساعة إلى ساعة يظهر [كذا] فعُدْ [إلينا] وقتاً آخر، فعاد إلى أمه، فقالت: قل له: إن أمي تستكسيك القَمِيصَ الذي عليك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم داره، ونزع قميصه وأعطاه، وقعد عرياناً، فأذن بلال للصلاة فلم يخرج، فشغل قلوب الصحابة، فدخل عليه بعضهم فرآه عرياناً. فأنزل تبارك وتعالى هذه الآية.


الصفحة التالية
Icon