قوله تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ﴾. [١٣-١٤].
قال عُرْوَة بن رُوَيم: لما أنزل الله تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ﴾ بكى عمر وقال: يا رسول الله آمنا بك وصدقناك، ومع هذا كله مَنْ ينجو منا قليل. فأنزل الله تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ﴾ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرَ، فقال يا عمرُ بن الخطاب، قد أنزل الله فيما قلتَ، فجعل ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ﴾. فقال عمر: رضينا عن ربنا، ونصدِّق نبينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مِن آدمَ إلينا ثُلةٌ، ومني إلى يوم القيامة ثُلَّةٌ، ولا يستتمها إلا سودانٌ من رُعاة الإبل، ممن قال: لا إله إلا الله.
قوله تعالى: ﴿فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ﴾. [٢٨].
قال أبو العالية والضحاك: نظر المسلمون إلى وَجٍّ - وهو واد مخصب بالطائف - فأعجبهم سِدْرُه، فقالوا: يا ليت لنا مثلَ هذا! فأنزل الله تعالى هذه الآية.