حدَّثنا أبو مَعْمَر بن إسماعيل الإسماعيلي إملاء بجُرجانَ سنةَ إحدى وثلاثين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن عُمَر الحافظ، أخبرنا علي بن الحسن بن هارون، حدَّثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدَّثنا حفص بن عمر، حدَّثنا الحكم بن أبان، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس:
أن رجلاً كانت له نخلةٌ فرْعُها في دار رجل فقير ذي عِيالٍ، وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصَعِد النخلة ليأخذَ منها التمر، فرُبمَّا سقطتْ التمرةُ فيأخذها صِبْيانُ الفقير، فينزلُ الرجل من نخلته حتى يأخذَ التمرةَ من أيديهم، فإن وجَدَها في فم أحدِهم أدخل إصبعه حتى يُخرجَ التمرة من فيه. فشكا الرجلُ ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما يَلْقَى من صاحب النخلة؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب؛ ولَقي صاحبَ النخلة وقال: تُعطيني نخلتك المائلةَ التي فرعُها في دار فلان، ولك بها نخلةٌ في الجنة؟ فقال له الرجل: [لقد أُعطيتُ] وإن لي نخلاً كثيراً، وما فيها نخلة أعجب إليَّ ثمرة منها؛ ثم ذهب الرجل، فَلقي رجلاً كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول أتُعطيني ما أعطيتَ الرجل، نخلة في الجنة إنْ أنا أَخَذتُها؟ قال: نعم. فذهب الرجلُ فلَقي صاحبَ النخلة، فساوَمَها منه، فقا له: أشَعَرْتَ أن محمداً أعطاني بها نخلةً في الجنة، فقلتُ: يُعجبني ثمرُها. فقال له الآخر: أتريدُ بيعَها؟ قال: "لا، إلا أن أُعطَى بها مالاَ أظنُّه أُعطي. قال: فما مناك؟ قال: أربعون نخلة قال له الرجل: لقد جئت بعظيم، تطلبُ بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟ ثم سكتَ عنه، فقال له: انا أعطيك أربعين نخلةً؛ فقال له أَشْهِدْ لي إن كنت صادقاً.
فمرّ ناسٌ فدعاهم، فأشْهَدَ له بأربعين نخلةً؛ ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنّ النخلة قد صارت في ملكي، فهي لك. فذهبَ رسولُ الله صلى الله عليه ولم إلى صاحب الدار، فقال: إن النخلةَ لك ولعيالك؛ فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ﴾.
أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا الوليد بن أبان، حدَّثنا محمد بن إدريسَ، حدَّثنا منصور بن [أبي] مزاحم، حدَّثنا ابن أبي الوَضَّاح عن يونُسَ، عن ابن إسحاق، عن عبد الله:
أن أبا بكر اشترى بِلاَلاً من أُمَيةَ بن خَلف بِبُرْدةٍ وعَشْرِ أَوَاقٍ [من ذهب]، فأعتقه، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ﴾: سَعْيَ أبي بكر وأُمية بن خلف.


الصفحة التالية
Icon