سورة النازعات
* * *
قوله: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٦)
دليل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، تكلم به تكلمًا، لأن النداء
كلام مسموع لا محالة، والكلام للمتكلم والنداء منه، وصفة من
صفاته، وهو بجميع صفاته غير مخلوق، ثم أخبر عن فرعون
فقال: (فَحَشَرَ فَنَادَى)، فكان نداء فرعون مخلوقًا، لأن
المنادي مخلوق، وكل صفة تبع للموصوف فإن كان الموصوف مخلوقًا
كان كلامه مخلوقاً، وإن كان الموصوف خالقًا كان كلامه غير مخلوق.
وهو بين.
قوله: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥)
فالآخرة هاهنا قوله: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤)، أو الأولى، قوله في سورة القصص: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي).