﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ ﴾، وذلك" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم بدر: " إن الله وعدني النصر أو الغنيمة، فمن قتل قتيلاً، أو أسر أسيراً، فله من عسكرهم كذا وكذا، إن شاء الله ومن جاء برأس، فله غرة "، فلما تواقعوا انهزم المشركون وأتباعهم سرعان الناس، فجاءوا بسبعين أسيراً، وقتلوا سبعين رجلاً، فقال أبو اليسر الأنصارى: أعطنا ما وعدتنا من الغنيمة، وكان قتل رجلين، وأسر رجلين: العباس بن عبد المطلب، وأبا عزة ابن عمير بن هشام بن عبد الدار، وكان معه لواء المشركين يوم بدر، قال سعد بن عبادة الأنصاري، من بني ساعدة، للنبي صلى الله عليه وسلم: ما منعنا أن نطلب المشركين كما طلب هؤلاء زهادة في الآخرة، ولا جبناً عن العدو، ولكن خفنا أن نعري صفك، فتعطف عليك خيل المشركين، أو رجالنهم، فتصاب بمصيبة، فإن تعط هؤلاء ما ذكرت لهم، لم يبق لسائر أصحابك كبير شىء، فأنزل الله عز وجل: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ ﴾، يعني النافلة التي وعدتهم، يعنى أبا اليسر، اسمه كعب بن عمرو الأنصاري، من بنى سلمة بن جشم ابن مالك، ومالك بن دخشم الأنصارى، من بنى عوف بن الخزرج. فأنزل الله عز وجل: ﴿ قُلِ ﴾ لهم يا محمد: ﴿ ٱلأَنفَالُ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ﴾، يقول: ليرد بعضكم على بعض الغنيمة.
﴿ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَه ﴾ فى أمر الصلح.
﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [الآية: ١]، يعنى مصدقين بالتوحيد، فأصلحوا.


الصفحة التالية
Icon