قال: لما كذب كفار مكة أقسم الله تعالى، فقال: ﴿ وَٱلطُّورِ ﴾ [آية: ١] يعني الجبل بلغة النبط، الذى كلم الله عليه موسى، عليه السلام، بالأرض المقدسة ﴿ وَكِتَابٍ مُّسْطُورٍ ﴾ [آية: ٢] يعني أعمال بني آدم متكوبة يقول: أعمالهم تخرج إليهم يومئذ، يعني يوم القيامة ﴿ فِي رَقٍّ ﴾ يعني أديم الصحف ﴿ مَّنْشُورٍ ﴾ [آية: ٣] ﴿ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ ﴾ [آية: ٤] واسمه الصراح، وهو في السماء الخامسة، ويقال: في سماء الدنيا حيال الكعبة في العرض والموضع غير أن طوله كما بين السماء والأرض وعمارته أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يصلون فيه يقال لهم: الجن، ومنهم إبليس، وهم حي من الملائكة، لم يدخلوه قط، ولا يعودون فيه إلى يوم القيامة، ثم ينزلون إلى البيت الحرام، فيطوفون فيه ويصلون فيه، ثم يصعدون إلى السماء، فلا يهبطون إليه أبداً ﴿ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ ﴾ [آية: ٥] يعني السماء رفع من الأرض مسير خمس مائة عام، يعني السماوات ﴿ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ ﴾ [آية: ٦] تحت العرش الممتلىء من الماء يسمى بحر الحيوان يحيى الله به الموتى فيما بين النفختين. حدثنا عبدالله، قال: حدثني أبي، قال: قال الهذيل: سمعت المبارك بن فضالة، عن الحسن في قوله: ﴿ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ ﴾ قال: المملوء مثل قوله:﴿ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾[غافر: ٧٢]، قال: ولم أسمع مقاتل.


الصفحة التالية
Icon