﴿ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ ﴾ يعني القيامة، ومن علامة ذلك، خروج النبي صلى الله عليه وسلم، والدخان، وانشقاق القمر، وذلك أن كفار مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فانشق القمر نصفين، فقالوا: هذا عمل السحرة. يقول الله تعالى: ﴿ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ﴾ [آية: ١] ﴿ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً ﴾ يعني انشقاق القمر ﴿ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ [آية: ٢] يعني سحر ذاهب، فاستمر، ثم التأم القمر بعد ذلك، يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَّبُواْ ﴾ بالآية يعني بالقمر أنه ليس من الله تعالى ﴿ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ ﴾ هذا وعيد ﴿ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ [آية: ٣] يعني لكل حديث منتهى وحقيقة، يعني العذاب في الدنيا القتل ببدر، ومنه في الآخرة عذاب النار ﴿ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ ﴾ يعني جاء أهل مكة من حديث القرآن ﴿ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴾ [آية: ٤] يعني موعظة لهم، وهو النهى عن المعاصي جاءهم ﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ﴾ يعني القرآن نظيرها في يونس:﴿ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾[يونس: ١٠١]، يقول: أرسلت إليهم وأنذرتهم فكفروا بما جاءهم من البيان ﴿ فَمَا تُغْنِـي ٱلنُّذُرُ ﴾ [آية: ٥] ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾ يعني فأعرض عن كفار مكة إلى ﴿ يَوْمَ يَدْعُو ٱلدَّاعِ ﴾ وهو إسرافيل ينفخ الثانية قائماً على صخرة بيت المقدس ﴿ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ ﴾ [آية: ٦] يعني إلى أمر فظيع.


الصفحة التالية
Icon