﴿ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ ﴾ يعني ذكر الله الملائكة وغيرهم والشمس والقمر والنجوم ﴿ وَ ﴾ ما في ﴿ وَٱلأَرْضِ ﴾ من الجبال، والبحار، والأنهار، والأشجار، والدواب، والطير، والنبات، وما بينهما يعني الرياح، والسحاب، وكل خلق فيهما، ولكن لا تفقهون تسبيحهن ﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾ في ملكه ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ [آية: ١] في أمره ﴿ لَهُ مُلْكُ ﴾ يعني له ما في ﴿ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي ﴾ الموتى ﴿ وَيُمِيتُ ﴾ الأحياء ﴿ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ من حياة وموت ﴿ قَدِيرٌ ﴾ [آية: ٢] ﴿ هُوَ ٱلأَوَّلُ ﴾ قبل كل شىء ﴿ وَ ﴾ هو ﴿ وَٱلآخِرُ ﴾ بعد الخلق ﴿ وَ ﴾ هو ﴿ وَٱلظَّاهِرُ ﴾ فوق كل شىء، يعني السماوات ﴿ وَ ﴾ وهو ﴿ وَٱلْبَاطِنُ ﴾ دون كل شىء يعلم ما تحت الأرضيين ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ﴾ قبل خلقهما ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ من المطر ﴿ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ﴾ النبات ﴿ وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ ﴾ من الملائكة ﴿ وَمَا يَعْرُجُ ﴾ يعني وما يصعد ﴿ فِيهَا ﴾ يعني في السماوات من الملائكة ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ ﴾ يعني علمه ﴿ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ﴾ من الأرض ﴿ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ ﴾ [آية: ٥] يعني أمور الخلائق في الآخرة ﴿ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ ﴾ يعني زيادة كل منهما ونقصانه، فذلك قوله:﴿ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ ﴾[الزمر: ٥]، يعني يسلط كل واحد منهما على صاحبه في وقته حتى يصير الليل خمس عشرة ساعة، والنهار تسع ساعات.
﴿ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [آية: ٦] يعني بما فيها من خير أو شر.


الصفحة التالية
Icon