قوله: ﴿ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ اسم الموصول مبتدأ و ﴿ أُنزِلَ ﴾ صلته و ﴿ مِن رَّبِّكَ ﴾ متعلق به أو حال، وقوله: ﴿ ٱلْحَقُّ ﴾ خبر كما قال المفسر، والمعنى أن القرآن الذي أنزل عليك من ربك، هو الحق الذي لا شك فيه. قوله: (أي أهل مكة) هذا تفسير للناس باعتبار النزول، وإلا فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فأكثر الناس لا يؤمنون في كل زمان. قوله: ﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي لا يصدقون بذلك، والمعنى لا تعتبرهم، فإنهم لا يعول عليهم. قوله: ﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ﴾ إلخ هذا شروع في ذكر الأدلة على وجوب وجوده تعالى، واتصافه بالكمالات، وبدأ بأدلة من العالم العلوي، وأعقبها بأدلة من العالم السفلي قوله:﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ ﴾[الرعد: ٣] إلخ. قوله: (جمع عماد) أي على غير قياس، وقياسه أن يجمع على عمد بضمتين، وقد قرىء به شاذاً، وقيل جمع عمود. قوله: (وهو الإسطوانة) ويقال له سارية. قوله: (وهو صادق بأن لا عمد أصلاً) أي وهو المراد، فالنفي منصب على المقيد بقيده، أي لم تروها لعدم وجودها، وقيل إن لها عمداً على جبل قاف، وهو جبل من زمرد محيط بالدنيا، والسماء عليه مثل القبة، فالنفي منصب على القيد دون المقيد، وعلى ذلك فجملة ترونها صفة لعمد، والضمير عائد عليها، وقيل إن ترونها حال من السموات، والتقدير رفع السموات حال كونها مرئية لكم بغير عمد، وقيل إنها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، وعلى هذين القولين، فالضمير عائد على السموات. قوله: ﴿ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ﴾ ثم لمجرد العطف لا للترتيب، إذ لا ترتيب بين رفع السموات والاستواء على العرش، والاستواء في الأصل الركوب والتمكن، وذلك مستحيل عليه تعالى، لاستلزامه الجسمية أو الجهة، والمراد به هنا القهر والغلبة والاستيلاء، لأن من شأن من ركب على شيء، أن يكون قاهراً غالباً له، ومن ذلك قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراقوهذه طريقة الخلف، وما مشى عليه المفسر طريقة السلف، وكل من الطريقتين صحيح. قوله: ﴿ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ﴾ أي لنفع العالم بهما. قوله: (يوم القيامة) أي وحينئذ فيلقيان في النار بعد ذهاب نورهما، ليعذب بهما عبادهما، وما درج عليه المفسر، من أن المراد بالأجل المسمى هو يوم القيامة، أحد تفسيرين، والآخر أن المراد به الوقت المعين لقطع الفلك، فإن الشمس تقطعه في سنة واحدة، والقمر في شهر لا يختلف جري واحد منهما، قال تعالى:﴿ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ﴾[يس: ٣٨] إلخ، وكل صحيح. قوله: ﴿ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ ﴾ أي أمر العالم العلوي والسفلي، وذلك بالإحياء والإماتة والإعزاز والإذلال، وغير ذلك من أنواع التصرفات. قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ أي لأن من قدر على ذلك كله، فهو قادر على إحياء الإنسان بعد موته.