سورة الصافات مكيةوهي مائة واثنتان وثمانون آيةأي بالإجماع، وسميت باسم أول كلمة منها، من باب تسمية الشيء باسم بعضه، على حكم عادته سبحانه وتعالى في كتابه. قوله: ﴿ وَٱلصَّافَّاتِ ﴾ إلخ، والواو حرف قسم وجر، و ﴿ ٱلصَّافَّاتِ ﴾ مقسم به مجرور، وما بعده عطف عليه، وقوله:﴿ إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ ﴾[الصافات: ٤] جواب القسم، وهو المقسم عليه، والمعنى: وحق الصافات، وحق الزاجرات، وحق التاليات، وإنما خص مات ذكر، لعظم قدرها عنده، ولا يعكر عليه ما ورد من النهي عن الحلف بغير الله، لأن النهي للمخلوق، حذراً من تعظيم غير الله، وأما هو سبحانه وتعالى، فيقسم ببعض مخلوقاته للتعظيم، كقوله: والشمس، والليل، والضحى، والنجم وغير الصافات وما بعدها للتأنيث، والملائكة منزهون عن الاتصاف بالأنوثة كالذكورة. أجيب: بأنها للتأنيث اللفظي، والمنزهون عنه التأنيث المعنوي، وقوله: (الملائكة) هو أحد أقوال في تفسير الصافات، وقيل: المراد المجاهدون، أو المصلون، أو الطير تصف أجنحتها. قوله: (في العبادة) أي في مقاماتها المعلومة. قوله: (وأجنحتها في الهواء) أي ومعنى صفها بسطها. قوله: (تنتظر ما تؤمر به) أي من صعود وهبوط. قوله: ﴿ فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً ﴾ الفاء للترتيب باعتبار الوجود الخارجي، لأن مبدأ الصلاة الاصطفاف، ثم يعقبه زجر النفس، ثم يعقبه التلاوة، وهكذا ويحتمل أنها للترتيب في المزايا، ثم هو إما باعتبار الترقي: فالصافات ذوات فضل، فالزاجرات أفضل، فالتاليات أكثر فضلاً. أو باعتبار التدلي: فالصافات أعلى، ثم الزاجرات، ثم التاليات، وكل صحيح. قوله: (الملائكة تزجر السحاب) وقيل: المراد بهم العلماء تزجر العصاة. قوله: (مصدر من معنى التاليات) ويصح أن يكون مفعولاً للتاليات، والمراد بالذكر: القرآن وغيره من تسبيح وتحميد، والمراد بهم هنا، كل ذاكر من ملائكة وغيرهم.