قوله: ﴿ قۤ ﴾ العامة على قراءته بالسكون وقرئ شذوذاً بالبناء على الكسر والفتح والضم. قوله: (الله أعلم بمراده) تقدم غير مرة أن هذا القول أصح وأسلم، وقيل: هو حبل محيط بالأرض، من زمردة خضراء اخضرت السماء منه، وعليه طرفا السماء، والسماء عليه مقبية، وما أصاب الناس من زمرد، كان مما تساقط من ذلك الجبل، وقال وهب: أشرف ذو القرنين على جل ق، فرأة تحته جبالاً صغاراً فقال له: ما أنت؟ قال: أنا ق، قال: فما هذه الجبال حولك؟ قال: هي عروقي، وما مدينة إلا وفيها عرق من عروقي، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أمرني فحركت عرقي ذلك، فتزلزلت تلك الأرض. فقال له: يا ق أخبرني بشيء من عظمة الله، قال: إن شأن ربنا لعظيم، وإن وراي أرضاً مسيرة خمسمائة عام، في خمسمائة من جبال ثلج، بعضها يحكم بعضاً، لولا هي لاحترقت من حر جهنم، ثم قال: زدني، قال: إن جبريل عليه السلام واقف بين يدي الله ترتعه فرائصه، يخلق الله من كل رعدة مائة ألف ملك، فهؤلاء الملائكة واقفون بين يدي الله منكسون رؤوسهم، فإذا أذن لهم في الكلام قالوا: لا إله إلا الله، وهو قوله تعالى:﴿ يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً ﴾[النبأ: ٣٨] وقيل: معنى ﴿ قۤ ﴾ قضي الأمر، كما قيل في حم: حم الأمر، وقيل: هو اسم من أسمائه تعالى أقسم به، وقيل هو اسم من أسماء القرآن، وقيل: هو افتتاح كل اسم من أسمائه تعالى في أوله ق، كقادر وقاهر وقوي، ولعظم فضل تلك السورة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأضحى والفطر بها، وباقتربت الساعة، وكان يقرؤها على المنبر يوم الجمعة إذا خطب الناس. قوله: (الكريم) أي فكل من طلب منه مقصوده وجده فيه. قوله: (ما آمن كفار مكة) الخ، قدره إشارة إلى أن جواب القسم محذوف، وهو أسهل الأعاريب.


الصفحة التالية
Icon