سورة القدر
* * *
قوله: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)
مستعملة للعبادة والإحياء.
خص الله بها نبيه ﷺ وأمته حين جعل أعمارهم
قصيرة، فأعطاهم فضل هذه الليلة ليبلغوا بها وحدها فوق ما بلغ الأمم
السالفة في طول أعمارهم، جودا، وكرمًا، وتفضيلاً لهذا النبي على
من تقدمه من الأنبياء، وتفضيلاً منه على أمتهم، لأنه خاتم الأنبياء إلى أن
تقوم الساعة، يعمل بما جاء به من عند الله من شريعته، وإن أخل
بعضهم ببعضها فلا يدعونه كافة، ولا يرتدون جملة، كما كان يفعله
سائر الأمم بعد موت نبيهم، فكانوا يدعون شيئًا شيئًا حتى يتركوا
جميعه، ويرجعوا في الجاهلية الجهلاء، إلى أن يبعث الله - جل جلاله
- نبيًّا آخر فيجدد دينهم.
وليست هذه الأمة كذلك، بل يكونون عليه قائمين.
وقال رسول الله ﷺ " لا تزال طائفة


الصفحة التالية
Icon