قوله: (الحاقة) صفة لموصوف محذوف قدره المفسر بقوله: (القيامة) قوله: (التي يحق) من باب ضرب، ورد أي يثبت ويتحقق، فإسناد التحقيق للزمان مجاز عقلي على حد ليل قائم، فالمراد بها الزمان الذي يتحقق فيه ما أنكر في الدنيا من البعث وغيره، فيصير محسوساً معايناً. قوله: (أو المظهرة لذلك) أي لما أنكر في الدنيا، وأشار بهذا المعنى إلى أن ﴿ ٱلْحَاقَّةُ ﴾ اسم فاعل، أي المحققة والمظهرة، وهو اسناد مجازي أيضاً، وهذان معنيان للحاقة من جملة معان كثيرة كلها ملازمة. قوله:(تعظيم لشأنها) أي فالمقصود من الاستفهام تفخيم شأها وتعظيم قدرها كأنه قال: أي شيء هو لا تحيط به العبارة ولا تحصره اشارة. فالمقام للإضمار، ووضع الظاهر موضعه لتأكيد هولها وتفظيعه كقوله:﴿ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾[طه: ٧٨].
قوله: (وهما مبتدأ وخبر) الخ، أن ﴿ ٱلْحَآقَّةُ ﴾ مبتدأ أول، و ﴿ مَا ﴾ مبتدأ ثان.
﴿ ٱلْحَاقَّةُ ﴾ الثاني، وهو وخبره خبر الأول، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه. قوله: ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ الخ ﴿ مَا ﴾ استفهامية وهو للإنكار، أي إنك لا علم لك بكهنها وشدة عظمها. قوله: (زيادة تعظيم) أي أن حكمة تكرار الاستفهام، زيادة تعظيم لها وتهويل لشأنها. قوله: (وما بعدها) أي وهو جملة إدراك. قوله: (في محل المفعول الثاني) المناسب أن يقول: والثالث، لأن أدري بالهمزة يتعدى لثلاثة، لأنه بمعنى أعلم. قوله: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ﴾ استئناف مسوق لبيان بعض أحوال الحاقة وثمود وقوم صالح، وكانت منازلهم بالحجر بين الشام والحجاز. قوله: ﴿ وَعَادٌ ﴾ هم قوم هود، وكانت منازلهم بالأحقاف، وهو رمل بين عمان وحضرموت باليمن. قوله: (لأنها تقرع القلوب) أي تؤثر فيها خوفاً وفزعاً.