قوله: ﴿ عَمَّ ﴾ عن: حرف جر، وما استفهامية في محل جر، حذفت ألفها للقاعدة المقررة التي أشار لها ابن مالك بقوله: وما في الاستفهام إن جرت حذفت ألفها وأولها الها إنْ تقفووقف البزي بهاء السكت جرياً على القاعدة، ونقل عن ابن كثير إثبات الهاء في الوصل أيضاً، إجراء له مجرى الوقف، وقرئ شذوذاً بإثبات الألف، والجار والمجرور متعلق بيتساءلون، وقوله: ﴿ عَنِ ٱلنَّبَإِ ﴾ عطف بيان. وسبب نزولها: أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث، جعل المشركون يتساءلون بينهم فيقولون: ما الذي أتى به، ويتجادلون فيما بعث به، ومناسبتها لما قبلها أنه لما قال:﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾[المرسلات: ٥٠] أي بعد القرآن، فكانوا يتجادلون فيه ويتساءلون عنه فقال: ﴿ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ﴾.
قوله: (بيان لذلك الشيء) أي المعبر عنه بما الاستفهامية، والمراد بالبيان عطف البيان. قوله: (واستفهام لتفخيمه) أي فليس استفهاماً حقيقاً، بل هو كناية عن تفخيم الأمر وتعظيمه. قوله: ﴿ ٱلَّذِي ﴾ صفة النبأ، و ﴿ هُمْ ﴾ مبتدأ و ﴿ مُخْتَلِفُونَ ﴾ خبره. و ﴿ فِيهِ ﴾ متعلق بمختلفون، والجملة صلة ﴿ ٱلَّذِي ﴾، وقوله: (فالمؤمنون) الخ، اشار بذلك إلى الضمير في ﴿ هُمْ ﴾ عائد على ما يشمل المؤمنين والكفار، وجعل الواو في ﴿ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ محمولة على الكفار، ليس بواضح لأنه يلزم عليه تشتيت الضمائر، فالمناسب أن يسوي بين الضميرين، بأن يجعلهما عائدين على الكفار، واختلافهم فيه من حيث إن بعضهم يقول فيه شعر، وبعضهم يقول فيه كهانة، وغير ذلك. قوله: (ردع) أي فيه معنى الوعيد والتهديد. قوله: (ما يحل بهم) مفعول يعلمون، والمعنى: ما ينزل بهم عند النزع أو في القيامة، لكشف الغطاء عنهم ذلك الوقت، وحل يحل بالكسر والضم في المضارع بمعنى نزل. قوله: (تأكيد) أي لفظي، وقيل: عطف نسق فيه معنى التأكيد. قوله: (للإيذان بأن الوعيد الثاني) الخ، أي فتغايرا بهذا الاعتبار، ومن هنا قيل: إن الأول عند النزع، والثاني في القيامة، وقيل: الأول للبعث، والثاني للجزاء. قوله: (ثم أومأ تعالى) أي أشار إلى الأدلة الدالة عليها، وذكر منها تسعة، ووجه الدلالة أن يقال: إنه تعالى حيث كان قادراً على هذه الأشياء، فهو قادر على البعث.