قوله تعالى: ﴿ وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ ﴾ [٢]٣٥٩- أنا محمدُ بن العلاءِ، أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:" يقولُ الله تبارك وتعالى لآدم يوم القيامة: يا آدمُ قُم فابعث من ذُريتك بعث النار فيقولُ: يا رب وما بعث النار؟ فيقول: من كُلِّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين ويبقى واحدٌ فعند ذلك يشيبُ الصغير ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى/ ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ فشقَّ ذلك على أصحابه، فقالو: يا رسول [الله] من كُلِّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين ويبقى واحدٌ، فأينا ذلك الواحدُ؟ فدخل منزله ثُم خرج عليهم فقال: من يأجوج ومأجوج ألفٌ ومنكم واحدٌ وأبشروا فإني لأرجوا أن تكونوا رُبع أهل الجنةِ، فكبروا، وحمدوا الله قال: إني لأرجوا أن تكونوا ثُلثَ أهلِ الجنةِ فكبروا وحمدوا [الله، فقال إني لأرجوا الله أن تكونوا نصف أهلِ الجنةِ، فكبروا وحمدوا الله] قال: ما أنتم في الأُمم إلا كالشعرةِ البيضاءِ في الثور الأسود أو كالشعرة السوداءِ في الثور الأبيضِ ". ٣٦٠- أنا محمد بن بشارٍ، نا يحيى، نا هشامٌ، عن قتادة، عن الحسنِ، عن عمران بن حُصينٍ، قال:" كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ فتفاوت بين أصحابهِ في السير فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتهُ بهاتين الآيتينِ: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [١-٢] فلما سمع بذلك أصحابهُ عرفوا أنه قولٌ يقوله، فقال: " هل تدرون أي يومٍ ذاكم؟ " قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: " ذلك يومٌ يُنادي الله فيه: يا آدم ابعث بعث النارِ، فيقول: يا ربِّ وما بعث النارِ، فيقول: من كُلِّ ألفٍ تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين في النار وواحدٌ في الجنة " فأبلس القومُ حتى ما أوضحوا بضاحكةٍ، فلما رأى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الذي بأصحابه قال: " اعملوا وأبشروا، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ إنكم لمع خليقتينِ ما كانتا مع شيءٍ إلا كثَّرتاهُ، يأجوج ومأجوجُ ومن مات من بني آدم وبني إبليس، قال فسُرِّيَ عن القوم بعض الذي يجدون، فقال اعملوا وأبشروا فوالذي نفسُ مُحمدٍ بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامةِ في جنب البعير أو كالرقمةِ في ذراع/ الدَّابة " ".