﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها ظاهرة وشرح الصدر تنويره بالحكمة وتوسيعه لتلقي ما يوحى إليه وقيل إشارة إلى شق جبريل عليه السلام صدره في وقت صغره وقرأ أبو جعفر المنصور: ألم نشرح بنصب الحاء وخرجه ابن عطية على أنه ألم نشرحن فأبدل من النون ألفاً ثم حذفها تخفيفاً وأحسن من هذا التخريج ما ذكره اللحياني في نوادره عن بعض العرب أنهم يجزمون بلن وينصبون بلم.﴿ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴾ كناية عن عصمته من الذنوب وتطهره من الادناس عبر عن ذلك بالحط على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك كما تقول العرب رفعت عنك مشقة الزيارة لمن لم تصدر منه زيادة على طريق المبالغة في انتفاء زيارته وقال أهل اللغة: أنقض الحمل ظهر الناقة إذا سمعت له صريراً في شدة الجمل.﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ هو أن قرنه بذكره تعالى في كلمة الشهادة والآذان والإِقامة والتشهد والخطب وفي غير موضع في القرآن وفي تسميته رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبي الله ذكره في كتب الأولين والأخذ على الأنبياء وأمتهم أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وقال حسان رضي الله عنه فيه عليه السلام. أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهور يلوح ويشهدوضم الإِلٰه اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهدوتعديد هذه النعم عليه صلى الله عليه وسلم يقتضي أنه تعالى كما أحسن إليك بهذه المراتب فإِنه يحسن إليك بظفرك بأعدائك وينصرك عليهم وكان الكفار يعيرون المؤمنين بالفقر فذكره بهذه النعم وقوي رجاءه بقوله:﴿ فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً ﴾ أي أن مع الضيق فرجا ثم كرر ذلك مبالغة في حصول اليسر.﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ ﴾ أي من فرضك.﴿ فَٱنصَبْ ﴾ من التنقل عبادة لربك * وفارغب أمر من رغب ثلاثياً أي أصرف وجه الرغبات إليه تعالى لا إلى سواه.