﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ ﴾ هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها ظاهرة وسبب نزولها فيما روي أنه كان بين بني بن سهم وبني عبد مناف لحاء فتعادوا الاشراف الاحياء أيهم أكثر فكثرهم بنو عبد مناف ثم تعادوا بالأموات فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية وألهاكم شغلكم المعنى أنكم تكاثرتم بالاحياء حتى استوعبتم عددهم وسمع بعض الأعراب ﴿ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ ﴾ فقال: بعث القوم للقيامة وربع الكعبة فإِن الزائر منصرف لا مقيم وقال علي كرم الله وجهه: كلا سوف تعلمون في القبور.﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ في البعث غاير ما بينهما بحسب التعلق وتبقى ثم على بابها من المهلة في الزمان.﴿ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ ﴾ أي ما بين أيديكم مما تقدمون عليه وجواب له محذوف تقديره ما ﴿ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ ﴾ واللام في لترون جواب قسم محذوف والجملة بعدها تأكيد لها ونص على قوله:﴿ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ ﴾ رفعاً للمجاز الذي قبله.﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ الظاهر العموم في النعيم وهو كل ما يتلذذ به من مطعم ومشرب ومفرش ومركب فالمؤمن يسأل سؤال إكرام وتشريف والكافر يسأل سؤال توبيخ وتقريع.